صداقة «الإنترنت»..دائمة أم عابرة ؟
جميعنا يعرف مدى اهمية الصداقة ومدى اهمية حسن اختيار الصديق حيث إن أروع مافي الصداقة الوفاء والإخلاص والتضحية و الإحساس بأن هناك قلبا ينبض لاجل صديقه الاخر ويبكي عند المه ويبتسم لسعادته.
هل ما زالت موجودة هذه الصداقة او اختفت لنضع مكانها «الإنترنت» والتكنولوجيا وهناك اخرون استبدلوها بصداقة الجنس الاخر حيث البعض يجد انها أفضل.
الصداقة هي علاقة وثيقة بين شخصين يسود بينهما التفاهم والثقة المتبادلة، وكل منهما يتقبل الآخر كما هو بعيوبه وميزاته وبذلك يكمل كل منهما الآخر وتصل إلى درجة أن يصبح الواحد منهما خزانة أسرار للآخر.
يقول مسعود احمد :ان الصداقه مدينة محصنة لا يدخلها الا من كان يحمل جواز الوفاء من اي جهة كان اما من فئه الدراسة او الطفولة او العائلة او اصدقاء «النت». هناك من يرى ان اصدقاء «النت» احسن بكثير من اصدقاء الواقع فأنني اجد الصديق الوفي ان كان من الواقع او من الانترنت. فوفاؤه في ان تجده عند الحاجة هو اهم
من المكان الذي تم التعارف منه.
ذاكرا ان هناك اصدقاء تم التعارف بينهم عن طريق «الانترنت» وتطورت بينهم الامور الى ان تصل الى الزواج، ولا يخفي مسعود بأن لديه عددا من اصدقاء «الانترنت» يتواصل معهم ويحبهم اكثر من الواقع.
صداقة الرجل افضل
ومن جهة اخرى عبرت فداء شهم قائلة انها تفضل صداقة الرجل ايا كانت من الانترنت او الواقع على صداقة الفتاة وذلك لصدق التعامل وحسن المساعدة، تذكر انها خلال ايام الجامعة كانت تطلب من احدى الفتيات اللواتي معها في المحاضرة نسخ ما فاتها من محاضرات وكانت دائمة الرفض على الرغم من قدرتها على تلبية الطلب الامر الذي جعلها تلجأ لاحد الشباب المشاركين معها في نفس المحاضرة مؤكدة انه لم يتوان عن تقديم المساعدة لها من دون اي دوافع او اهداف تشير الى سوء نية منه ومن هنا حكمت فداء بأن صداقة الرجل افضل من صداقة الفتاة.
زائفة
ويخالفها الرأي عبد العزيز نواف والذي يرى ان العلاقات التي تبنى عن طريق «الانترنت» او بين الشاب والفتاة ما هي الا علاقات زائفة واصحابها يفتقدون المصداقية. مؤكدا ان مفهوم الصداقة الحقيقي اصبح يتلاشى ويختفي مشيرا الى انه مع مرور الايام والشهور قد لا نجد احدا يتحدث مع اخر وليس له سوى الاخ والاهل للتواصل معهم نتيجة الانفتاح الزائد والتطور السريع.
ويروي احدى القصص التي صادفته حينما ذهب الى احدى المناسبات الكبيرة حيث كان مع عدد كبير من الاصدقاء تجمعهم نفس الطاولة الا انه لم يتم التحدث مع احد حيث كان كل منهم رأسه بجهاز الهاتف الذكي الذي يملكه الامر الذي فاجأه وجعله على يقين بأن الصداقة اصبحت عنوانا قديما وغير متواجدة بمعناها الصحيح وان «الانترنت» حلت مكانها.
انفعالات لم تنضج
ومن وجهة نظر ذيب ابراهيم: ان الصداقة بين الشاب والفتاة معرضة إلى أن تتطور إلى اهتمام متزايد وتعلق خاص أكثر من غيرها، كما اعتاد الشباب أن يسمونه «الحب» وهي في الواقع ليست إلا مشاعر وانفعالات لم تنضج بعد.
كما انه لا تستطيع الفتاة أن تصارح الشاب بكل ما تستطيع أن تصارح به صديقتها، فلذا إن الصداقة بين الجنسين المختلفين فيها تحفظ وحرص وذلك لاحتمال تطورها بسهولة إلى تعلق خاص أو حب «رومانسي».
مشيرا الى انه حينما يضيع التوازن بين التعاطف والرغبة تكون الصداقة خالية من الأغراض الشخصية حتى يمكننا أن نوظفها في تحقيق أهداف إنسانية، وينطبق هذا على كل الصداقات في مرحلة ما قبل الزواج أو بعده، فالزواج لا يضمن للزوج عدم التعلق بغير زوجته والعكس صحيح ما دامت الصداقة قد تجاوزت حدودها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق