الفراغ الهوائي في الجدران وتوفير الطاقة!

الفراغ الهوائي في الجدران وتوفير الطاقة!

يتساءَل الكثيرون: هل نحصل على كفاءَة حرارية أفضل من جدار البناء الخارجي إذا زدنا سماكة الفراغ الهوائي بين جدارين أو بين طبقتين في الجدار؟
يظن البعض أن كفاءَة الفراغ الهوائي في العزل الحراري كبيرة، لذلك، فإنهم يظنون أنهم بذلك يوفروا ثمن العازل الحراري !!! فهل هذا صحيح؟
 تزداد مقاومة الفراغ الهوائي الحرارية قليلاً بزيادة سماكة الفراغ الهوائي لغاية أن تصبح سماكته حوالى 3 سم، لتستقر كفاءَته بعض الشيء قبل أن تهبط قليلاً بزيادة سماكة الفراغ. لذلك، فإن الفراغ، الذي تزيد سماكته عن 3 سم، لا يقدم أي فائدة إضافية في العزل الحراري. بل تؤدي تيارات الحمل المنتظمة التي تحدث في الفراغ الكبير إلى انخفاض كفاءَته أكثر فأكثر.
 إذاً، ينصح ألا تزيد سماكة الفراغ عن 3 سم، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفراغ لا يؤدي إلى تحسين الكفاءًة الحرارية للجدار بقيمة كبيرة. وبذلك تتم إضاعة مساحات من مسطح البناء على غير فائدة، ولنأخذ أمثلة توضيحية على ذلك:-
إن كفاءَة جدار خارجي سماكته 27 سم من الحجر والخرسانة، إضافة إلى 3 سم قصارة فقط تساوي 2,77 واط لكل متر مربع / درجة مئوية واحدة؛ أي أنه يفقد 2,77 واط حراري لكل متر مربع من الجدران الخارجية إذا كان الفرق بين حرارة الداخل والخارج درجة واحدة فقط.
أما كفاءَة جدار سماكته 27 سم يضاف له 5 سم فراغ هوائي ثم 7 سم طوب خرساني مفرغ تليها 3 سم قصارة تساوي 1,62واط. وهكذا تنخفض كمية الحرارة المتسربة عبره إلى الخارج في فصل الشتاء.
ولكن كفاءَة جدار سماكته 27 سم يضاف له 3 سم عازل حراري بموصلية حرارية حوالى 0.04 (K = 0.04) ثم 7 سم طوب خرساني مفرغ تليها 3 سم قصارة تساوي 0.84 واط.
 لاحظ،، أخي القارئ، أن وضع الفراغ الهوائي في الجدار حسّن من كفاءَة الجدار من حيث خفض القيمة 2,77 إلى 1,62، أي أن كفاءته في العزل الحراري تحسّنت بحوالى 40%، أما وضع عازل حراري سماكة 3 سم فقط في داخل الجدار فقد أدى إلى تحسين في كفاءَة الجدار بحوالى 70%.
 وهذا يعني أن الفاتورة السنوية التي يدفعها مشغل البناء لتدفئة العقار في فصل الشتاء، أو لتبريد العقار في فصل الصيف، سوف تنخفض بما يعادل النسب الأخيرة تقريباً، وذلك إذا افترضنا أن الحرارة المفقودة إلى أعلى وإلى أسفل قليلة جداً مقارنة بالحرارة المفقودة من خلال الجدران الخارجية. وهذه هي حال الطوابق جميعها، باستثناء الطابق الأخير الذي يقع فوقه سطح البناء مباشرة، أو الطابق الأرضي الذي يقع عند أسفله تسوية غير مدفأة شتاءً.
أضف إلى ما سلف أن انخفاض درجة حرارة سطح الجدار في فصل الصيف نتيجة عزلها حرارياً، وكذلك ارتفاعها في فصل الشتاء، تؤدي إلى جعل مكان السكن مريحاً أكثر لسكانه، فضلاً عن أنه يمنع نمو العفن ويحد من تكاثره ويحمي سكان البناء من الأمراض المختلفة.