الثلاثاء، 1 يناير 2013

أسئلة لا بد من الإجابة عنها قبل إنهاء العلاقة مع الشريك

أسئلة لا بد من الإجابة عنها قبل إنهاء العلاقة مع الشريك



خلافات متكررة وصدامات يومية من غير سبب، والحرب بين الطرفين لا نهاية لها والمخرج الوحيد هو وضع حد يريح الطرفين برغم كل ما بينهما من مشاعر وحب وارتباط، ولكن لم يعد الأمر سهلا، ويحمل كلاهما للانسحاب والابتعاد وإنهاء هذه العلاقة مهما كانت قوية لتفادي مزيد من الألم والإهانة.
كل هذا يبدو مقنعا، ولكن قبيل إنهاء أي علاقة مهمة في الحياة، وتعني الكثير للطرفين هناك أمور لا بد من اعتبارها والنظر إليها من خلال أسئلة يجدر النظر فيها قبل الانسحاب النهائي ومن أبرزها:
- هل اقفز لاستنتاجات متسرعة؟
فالبعض يفترضن أن تعاستهن سببها الشريك في حياتهن، وأنه هو المشكلة، بحسب اختصاصي علم النفس السريري د. مولي بارو ومؤلفة كتاب، Matchlines for Singles، مبينة أن هذا الاعتقاد يكبر حين تجد المرأة نفسها مرارا وتكرارا تخبر الشريك بأنه وراء الاسباب التي تقف في طريق متعتها وسعادتها.
وتوصي بارو المرأة هنا بوضع أفكارها على ورقة والنظر إليها، ولكن هذا لا يعني أن تلومي الشريك على كل شيء، خلال ما تدونيه، إلا أن الفكرة تتمحور حول الخروج من طريقة القتال والنزاع الروتيني، ما يتيح لها التعرف على الجزء الخاص بالتوتر الخارج عن سيطرتك، الذي يحدث في المنزل، ويشمل الضغوط المالية والضغوط  في العمل ومشاعر الاكتئاب وحتى التعب والإرهاق من تلبية مطالب واحتياجات الأطفال وكل ما في المنزل.
وهذه الورقة وما تحمله لها غايتان؛ أولهما إتاحة الفرصة للشريك معرفة ما يدور داخلك وما يزعجك، وفرصة لكي تعرفي مصادر التوتر الحقيقية وسبب الخلاف قبل اتخاذ أي قرار مصيري.
- ما حجم الفجوة بيني وبين شريكي؟
أسطورة الأمير الساحر وكامل الأوصاف ليست موجودة في هذا العالم، ويعني هذا الأمر أن نبقي على توقعاتنا حقيقية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ويجب طرحه على أنفسنا حول العلاقة التي تدور في حياتنا هو "هل تجدينه جذابا؟ هل هناك عاطفة ومشاعر بيننا؟، هل هو قادر على حفظ الطعام بشكل جيد في الثلاجة وبرغم كل هذا ينسى تذكر أعياد ميلاد أبنائه؟".
قد تبدو هذه الأسئلة سطحية جدا بالنسبة لهذا الوضع، بحسب بارو، ولكن ما يعنيه التساؤل هنا حول هذه الأمور هو وجود شقوق وشرخ في العلاقة التي تشكلت مع الوقت، نتيجة عدم الرضا عن العلاقة الخاصة بين الطرفين وفقدان الاتصال العاطفي، الذي يعزز العلاقة عادة، ويقوي مشاعر الارتباط بين الطرفين، التي يمكن أن تنتج عن تناقضات بين الشخصيتين، وقد لا تكون بالضرورة غير قابلة للإصلاح والتغيير.
جوهر الأمر هو وبخلاف كل ما يحدث من قطيعة، فإن الاهداف طويلة الأمد التي لم تنجز وعدم قدرة الشريك على الاحتفال بنجاح كلا الطرفين أو إساءة استخدام الحرية لديه، تبقى في النهاية أمورا يمكن حلها وتحسينها وعلاجها في حال كان كلا الطرفين مستعدين للعمل وسط احترام لبعضهما وحقوقهما حتى في الاختلاف، والتي في نهاية المطاف يمكن أن تكون أمورا صغيرة ومرنة يمكن التفاعل معها.
- هل أخذت على عاتقي الابتعاد وحدي؟
أمر مؤكد أنه ليس من السهل ترك الشريك وحتى تغييره، كما تقول بارو، والأمر أشبه برقصة متناغمة مع رفيق، إذ إن الرقصة لها ايقاع، فإن ذهب أحد الطرفين في جهة معينة، فإن الآخر يذهب لجهة أخرى حتى يكون متناغما معه في الحركة والإيقاع. والمقصود بحسب بارو، هو تجربة شيء أو أمر غير متوقع، فعلى سبيل المثال يمكن أخذ فترة للابتعاد عن المحيط بأكلمه لبضعة أيام من العائلة والشريك وكل المسؤوليات للتفكير في التغييرات التي تريدينها أن تحدث في حياتك، ومن شأنها تحسين الوضع، ويمكنك خلالها إعادة الاتصال مع أقرب الأصدقاء إليك والحد من التزامك خلال المهلة مع العائلة والواجبات على الأقل حتى تشعري بتغير من الداخل، وهذا يقلل التوتر الناجم عما يحيط بك.
خلاصة القول هو أن الابتعاد ولو لفترة قصيرة من شأنه أن يتيح لك التفكير بوضوح أكبر، ويبرز هنا تحديد أولوياتك واحتياجاتك ورؤية ما الذي يضيق الخناق عليكي واتخاذ قرارتك بشكل سليم.
- ما الحجم الذي يمكن أن يخلفه هذا القرار؟
حسنا قد تكونين قد تخيلت أن الحياة ستكون مثالية بدونه، وأن حالك أفضل حين تتخلين عن التزاماتك معه وتشيرين براحة ومساحة أكبر للتنفس على الأقل بدون مشاكل وخلافات تؤرقك ليلا وتحرق أعصابك، ولكن في الجهة المقابلة هذا القرار لا يقتصر تأثيره عليك فقط، فهناك أطراف متعددة في هذا الوضع، وهي الشريك نفسه. فقد يكون سهلا عليك دفع فواتيرك وتلبية احتياجات أطفالك، ولكن هل سيكون قادرا هو على التعامل مع الأطفال في حال تخليت عنهم، وهل سيكبرون وهم يفهمون أنك أردت الراحة بعيدا عنهم، وحتى هل تدركين عواقب هذا القرار النفسية ووقعه عليهم.
سواء كنت في منتصف العشرينيات وحتى الثلاثينيات، فكل ما تفكرين به لن يكون كما هو على أرض الواقع، علما أن الرجال أقوى على تخطي هذه المحن من النساء بحسب بارو.
وهنا المقصود هو إعادة تقييم الوضع من جديد كما الحال مع أي من الأسئلة السابقة، ومهما كان القرار في إنهاء العلاقة، فإيجاد إجابة لكل سؤال قد يستغرق أشهرا، لتحديد ما إذا كانت تستحق الاحتفاظ بها والعمل على تصحيح الوضع يستغرق فترة قبل إنهائها للأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق