الأحد، 10 فبراير 2013

كيفــك أنـت .. اليـوم؟

كيفــك أنـت .. اليـوم؟ 


قل كلمة تصف بها حالتك النفسية الآن، جملة كانت كفيلة بأن تعكس حجم التشاؤم، ومقدار الاكتئاب الذي يعاني منه المواطنون على اختلاف اعمارهم ومهنهم وحتى جنسهم.. «الدستور» طلبت من مواطنين ان يصفوا حالتهم النفسية بكلمة؛ النتيجة وضعت بين يدي مختصين ليدلوا بدلوهم حول المسببات والنتائج.
مرتاح، رائع وبأحسن حال، الحمد لله
البداية كانت مع مالك الصراف، الشاب العشريني الذي يعمل موظفا في القطاع الخاص حيث أجاب بانه «بأحسن حال» وزاد و»الحمد لله احب هذا اليوم»، فيما قال ابراهيم الامير، زميل الصراف في ذات العمل «انا مرتاح كثيرا والحمد لله». وعن اسباب هذه الراحة قال الشابان: ان الامان الوظيفي حقق لهما ذلك.
العشرينية دنيا حجاب، وقبل الاجابة نوهت الى انه «حتى ولو كان الانسان مكتئبا، فلابد ان يقول الحمد لله بل، ويشعر من حوله انه متفائل». ولذلك سبب من وجهة نظر حجاب اذ زادت « ان الاكثار من استخدام هذه الكلمة يأتي بالتفاؤل».


رغم العسر هناك يسر
الثلاثيني محمود الشيخ احمد وصف حالته النفسية بــ «المتوازنة»، واردف قائلا « لدي قناعة ارددها بيني وبين نفسي وهي «ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك». وبذات الروح والنفس الراضية قال الثلاثيني مصطفى منصور: ان الحالة النفسية التي يتفيأ ظلالها عنوانها «الرضا، والحمد لله».
وعلى النقيض تماما وبعيدا عن التعب الجسدي وصفت الثلاثينية فتحية تميمي، موظفة في القطاع الخاص حالتها النفسية بــ «المتعبة»، واضعة جل اللوم على ظروف العمل.


قلق وتوتر
فيما افادت العشرينية ولاء العدوي، انها «قلقة» ولكن اردفت «بس عندي امل كبير في الله». اللافت ان اجابات الناس كانت متقاربة، ولكن اجابات لاحقة حصدناها خلال اعداد هذا الاستطلاع جاء فيها استخدام لكلمات مثل مشوش، حزين، كئيب؛ الامر الذي علق عليه الاستشاري النفسي مراد نصر قائلا: إن «الكآبة أكثر انتشارا من أي وقت مضى». نصر اوضح ان الامر ليس شأنا محليا فحسب، بل ان أعداد الأشخاص المصابين بالكآبة حول العالم، في تزايد مستمر».
نصر، أكد ان الدراسات الاجتماعية تجمع على ان كل جيل على الأرجح يعاني من الكآبة أكثر من الجيل الذي سبقه، في اشارة واضحة الى ان الشباب والمراهقين هُم الاكثر عرضة للاصابة بالكآبة والمعاناة من ويلاتها.


عدوى الكآبه وعدوى الفرح
الكاتبة رنا شاور، ووفاء صبيح واخرون كثر وصفوا حالتهم النفسية بــ «الرائعة» ويرى الاستشاري نصر في الامر أكثر من ايجابي اذ انه وبحسب دراسات علمية ونفسية يعتبر الرضا عن النفس والتصرف بايجابية من الامور التي تعالج النفس وتحسن من ادائها بما ينعكس ايجابا حتى على صحة الجسد.


اختر 5 رفاق مميزين
فيما يرى خبير التحفيز جيم روهان، ان الانسان «لخص الاشخاص الخمسة الذين يقضي معظم وقته معهم.» لذا شدد نصر على ضرورة ان يكون الشخص برفقة اشخاص ايجابيين، بل ونصح بالبعد عن السلبيين اذ قد تتحول مع الوقت الى شخص يشبههم، وتعليقا على من اتهم العمل بالتسبب باصابته بالكآبة، قال نصر: إن الاجهاد طويل المدى يمكن أن يزيد من احتمال الاصابة بالكآبة عند الرجل والمرأة على حد سواء، موضحا ان «ربات المنزل» عرضة للاصابة بصورة كبيرة رغم انهن لا يخرجن للعمل خارج بيوتهن.
ونوه ان الكآبة لا تؤثر على فرد وحده، بل تطال ايضا الافراد القريبين منه كالزوجة او الزوج والاطفال والاصدقاء وحتى زملاء العمل.
ويرى في إهمال علاج الكآبة «خرابا» لا يمكن التغاضي عنه، موضحا ان الخطر يكمن في ان يعاني الانسان من اعراضها لشهور أو سنوات، معتقدا أنه يعيش حياة «طبيعية».


الجلد والحالة النفسية
كثيرة هي الامراض التي تنجم عن اصابة الافراد بالكآبة بحسب اطباء ومستشاري علم النفس فقد أكدت الدكتورة ريم حماد استشارية الأمراض الجلدية أن الأشخاص سريعي الغضب والأكثر توترا وانفعالا هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية مثل الثعلبة والصدفية والبهاق وحب الشباب، سيما ان كان هؤلاء لديهم استعدداد وراثي من خلال جينات ذويهم. وزادت «أيضا تساقط الشعر ، خلافا لاسباب صحية وتغذوية، يعتبر إحدى أهم نتائج الحالة النفسية السيئة.


اسباب
ويرى الدكتور محمد حمدالله الدباس اسشاري الطب النفسي ان الاكتئاب والقلق النفسي من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في الأردن وذلك بسبب تزايد الضغوط الاجتماعية مثل البطالة والفقر والعنوسة، فضلاً عن الضغط الوظيفي. ومن الأمراض الأكثر شيوعاً هذه الأيام ، بحسب الدكتور الدباس هو مرض (اضطرابات النوم) اذ يعتبر من الظواهر المشتركة بين كل الأمراض النفسية، وفي قلة النوم، او تدني جودة النوم لدى الافراد تأثير على الصحة العامة،بحسب الطبيب الدباس اذ يفقد المريض القدرة على متابعة حياته بشكل عادي ويجد صعوبة بالغة في التوازن العام في حياته اليومية.
وعن علاج الاكتئاب النفسي، والدخول في مراحل مغايرة تمكن الانسان من تحقيق راحة نفسية ورضا وحتى تفاؤل قال «انه يستحسن في جميع حالات التعب النفسي أن يكون العلاج متكاملاً وشاملاً لجميع المستويات البيولوجية والنفسية والاجتماعية والروحية؛ لكي يكون الشفاء كاملاً وممتداً بإذن الله.
وبحسب الطبيب فان مجمل الأمراض يمكن علاجها بنسبة (80-90%) للاشخاص الذين يواظبون على العلاج الموصوف لهم حيث يتم شفاؤهم بنسب عالية.


الوقاية ايضا
الى ذلك يرى الدكتور محمود الشباطات ان التنشئة الاجتماعية تلعب الدور الأساس في تحصين الأبناء من الأمراض النفسية المختلفة، موضحا ان التربية الأسرية الصالحة وقيام المدرسة بواجبها الذي كلفها به المجتمع، ومن ذلك تنفيذ المناهج الدراسية بطريقة تساعد على تحصين نفوس الطلبة بما يجعلها تعيش الطمأنينة والسكينة وتعيش الخير بكل معانيه. ويرى الدكتور الشباطات ان «هذا يستدعي إعادة النظر في المناهج الدراسية بحيث تراعي هذه المعاني ، لا ان يكون هم المناهج الدراسية ضخ المعلومات في عقل المتعلم، وتهمل العناية بالجانب الروحي والوجداني ،والذي بدونه يتحول الانسان ألى كائن ممزق تعيس لا يعرف طعما للطمأنينة والسكينة».
ودعم د. الشباطات ضرورة مساهمة وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات وغيرهما في تقديم البرامج الهادفة لبناء الخير في النفوس؛ ما يؤهل هذه النفوس لان تعيش حياتها راضية مرضية سليمة من القلق والكآبة وسائر الأمراض النفسية التي بدأت تنتشر وخاصة في نفوس الشباب ذكورا وإناثا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق