السبت، 9 فبراير 2013

المثقفون الصينيون يتجنبون قضايا رئيسية خشية الرقابة

المثقفون الصينيون يتجنبون قضايا رئيسية خشية الرقابة 


يتنصل الكتّاب الصينيون من مسؤولياتهم في مواجهة واحدة من أجهزة الرقابة الأكثر الصرامة على مدى السنوات العشر الماضية، حسب أحد الروائيين في البلاد.
وكانت الرقابة الصينية حظرت روايتين للروائي يان ليانكي، صاحب رواية "قبلات لينين"، التي تحمل روح الدعابة ونشرت في بريطانيا الخميس الفائت. وقال إن النشر كان أسهل في السنوات الخمس التي سبقت العقد الأخير.
وانتقد ليانكي المثقفين بمن فيهم مو يان، الحائز على جائزة نوبل للآداب، لإخفاقهم في تناول القضايا المهمة، متابعاً "لم يتحمل المثقفون الصينيون ما يكفي من المسؤولية. وكان لديهم دائماً ذريعة، مثل أنهم لا يملكون سبباً للحديث، أو عدم توفر السياق المناسب. لو وقفوا متضامنين معاً، سيكون صوتهم مدوياً".
وحسبه، دفع الإصلاحيون بثبات للتغيير في المؤتمر العشري العام الماضي، ما يشير إلى أن القادة الجدد في البلاد قد يكونون على استعداد لاحتضان الإصلاح السياسي، فضلاً عن الاقتصادي. وحتى الآن، ورغم ذلك، ليس هناك أية إشارة لمثل هذا التحول.
"في كل مرة، خلال تغيير القادة السياسيين في الصين، يبني الشعب الصيني آمالاً كبيرة ثم نشعر بخيبة أمل. هذه المرة، كما قبل، الناس لديهم أمل في الجيل الجديد، ولكن يلزم الوقت لمعرفة ما إذا كان سيخيب آمال الشعب الصيني مرة أخرى"، قال الروائي الذي أدرج في الشهر الماضي على اللائحة القصيرة لجائزة "البوكر" العالمية.
وأضاف: "نشْر كتاب لا يعني أن النظام برمته آخذ في التحسن؛ وحظر كتاب آخر لا يعني أن نظام الرقابة يزداد قوة".
ليانكي قضى 26 سنة كاتباً في الجيش، وقد فاز بأغلب مرتبات الشرف الأدبية في الصين. ويعدّ من أشرس الأدباء المعارضين في البلاد. في روايته القصيرة "خادم الشعب"، يقوم جندي شاب وزوجته بتحطيم وتدنيس كتابات وصور للرئيس ماو. وعليه، لذلك لم يكن حظرها مفاجئاً.
"قبلات لينين" نجت من المصير نفسه. يسرد الكتاب تفاصيل محنة القرويين في الحقبة الماوية، ومعاناتهم حين حل الجشع والنزعة الاستهلاكية، محل الضرورات الأساسية. وترى بطلة الرواية أن مجتمعها المحلي هو أفضل حالاً خارج السيطرة الرسمية والرأسمالية المتوحشة الحديثة.
يأمل بعضهم في انتشار الأدب الصيني إلى نطاق أوسع من القراء العالميين بعد فوز مو يان العام الماضي، لكن ليانكي يقول إن ازدهاره يعتمد على نوعية العمل بدلاً من هذه الدفعة قصيرة الأجل.
وأضاف "كنت مسروراً بأعمال مو يان، لكن بوصفه مؤلفاً ومثقفاً لا أعتقد أنه قام بما فيه الكفاية".
وكان مو يان واجه انتقادات لقربه من السلطات الصينية، مما أثار نقاشاً حول مسؤوليات الكتّاب. وأضاف ليانكي: "كان حراً في كتابة ما يشاء قبل فوزه بجائزة نوبل. وبعد ذلك تعرض لضغوطات [من داخل الصين]. توقع العالم منه أن يقول شيئاً لم يقله".
وقال إنه أيضاً كان مقصراً، مشيراً إلى: "أنا أفهم البيئة السياسية والثقافية الصينية جيداً. أفهم الناس الذين لا يستخدمون صوتهم. بوصفي مثقفاً وكاتباً ينبغي عليّ القيام بذلك أولاً. إذا لم أفعل ما فيه الكفاية، لا يمكن أن أطلب من كتّاب آخرين القيام بذلك. هناك دائماً مبرر لكن أعتقد أنه كان يمكن أن أتحمل المزيد من المسؤولية، ولم أفعل".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق