الاعتناء بالوالدين يتجلى عند إصابة أحدهما بالإعاقة

عندما يتقدم المرء بالسن، فإنه يكون معرضا للمشاكل الصحية المختلفة الشدة، وفي الوقت الذي يمكن للمرء أن يتمتع بنسبة عالية من صحته لأطول فترة ممكنة، نجد بأن هناك البعض الذين يمكن أن يشعروا بالكثير من الأعراض المرافقة للتقدم بالسن، وهذه الأعراض قد تصل لشكل من أشكال الإعاقة.
وفي حال تعرض المرء عند تقدمه بالسن لنوع من الإعاقة، فإنه يكون بحاجة لمن يعتني به، وهذه المهمة غالبا ما يقوم بها الأبناء في حال وجودهم، لكن مسألة الاعتناء بأحد الوالدين حال تعرضه للإعاقة، يمكن أن تكون من المهام المجهدة بسبب نقص الخبرة التي قد يمتلكها الابن في التعامل مع والديه حال مرضهما.
وعند تعرض أحد الوالدين للإعاقة، فإن علاقته بأبنائه تكون معرضة لنوع من التشويش؛ فالابن الذي اعتاد عيش حياته المستقلة يجد نفسه فجأة أمام مسؤولية كبيرة من هذا النوع، وما قد يزيد الأمر صعوبة هو عدم تجاوب صاحب الإعاقة مع المساعدة التي تعرض عليه من قبل الابن، علما بأن حدوث هذا الأمر يكون نتيجة لرفض صاحب الإعاقة أن يتحول فجأة لشخص يحتاج مساعدة غيره للقيام بأبسط الأمور، حتى وإن كان هذا الشخص هو ابنه.
ولتسهيل عملية تقديم المساعدة المطلوبة يمكن إتباع الخطوات التالية:
- التعرف على الوقت الذي يكون أحد الوالدين أو كلاهما بحاجة للمساعدة: تتميز بعض الإعاقات، وخصوصا تلك المتعلقة بالتقدم بالسن، بأنها تصيب المرء تدريجا لذا يجب عليك أن تحاول التنبه لبعض الإشارات التي يمكن أن تنبهك على أن أحد والديك بحاجة للمساعدة مثل:
- مراقبة النشاطات اليومية للوالدين والتأكد من أنهما يقومان بها دون خلل. فعلى سبيل المثال لو وجدت بأن أحد والديك أصبح يجد صعوبة في الاستحمام أو تناول الطعام دون إسقاط شيء فإنها إشارات تدل على حاجته للمساعدة.
- يجب أيضا تقييم قدرة الوالدين على قيادة السيارة، فالرؤية غير الواضحة أو عدم السيطرة على العضلات للقيام بردات الفعل المناسبة يمكن أن تكون إشارات لضرورة التوقف عن القيادة فورا.
- سهولة التعرض للإصابات البالغة أيضا يعد من العلامات التي يجب مراقبتها، فلو وجد بأن احد الوالدين يعاني من السقوط المتكرر في المنزل لأقل الأسباب وهذا السقوط يصل حد الإصابة بكسر مثلا، فإن هذا يعني عدم امتلاك القدرة الكافية على التحكم بالأعضاء وربما الإصابة بهشاشة العظام ويجب الإسراع بتقديم المساعدة الممكنة.
- مراقبة الذاكرة أيضا من الأمور التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، فلو تبين بأن أحد الوالدين يعاني من نسيان مواعيده المهمة أو حتى لو كان يعاني من صعوبة فهم الإرشادات التي تعطى له للذهاب لمكان معين، فإن السبب يمكن أن يكون الإصابة بأحد أمراض التقدم بالسن، حسبما ذكر موقع "wikihow".
- عدم أخذ الأمور بشكل شخصي: تمر بالمرء بعض الأوقات التي يصاب خلالها بالضيق لأسباب مختلفة، وتتزايد هذه الأسباب في حال لو كان المرء يعاني من شكل من أشكال الإعاقة، ويتضاعف الأمر لو كان المرء أيضا كبيرا بالسن. وعند الشعور بالضيق أو الألم، فإن المرء يمكن أن يقول عبارات قاسية لا يقصد معناها. فعند الشعور بالألم يكون المرء سريع الغضب وقد يتحدث بشكل متسرع دون قصد وهذا ليس مستغربا إطلاقا. عندما تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فإنه يسهل عليك المسامحة ويمكنك اعتبار أي عبارة قاسية تسمعها موجهة للألم وليس لك شخصيا.
- استشارة المختصين: لجوء المرء لتقديم المساعدة لأحد الوالدين، أو كليهما، عند الإصابة بشكل من أشكال الإعاقة دون اللجوء للمختصين خصوصا في حال لم يكن لدى الإبنة الخبرة الكافية في هذا المجال يعد من الأخطاء التي يجب تجنبها. فمسألة الاعتماد على النفس وعدم طلب المساعدة يمكن أن ترهق الطرفين وتزيد من متاعبهما. علما بأن الاعتناء بمن يعاني من الإعاقة يحتاج لمجهود ذهني وبدني في نفس الوقت، حسبما ذكر موقع "About".
يمكن للمرء محاولة التخفيف من العبء الملقى على عاتقه في حال لم يكن لديه الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذا الوضع من خلال الاستفسار من المختصين حول الأجهزة المتوفرة، لمساعدة من يعانون من الإعاقة التي يعاني منها أحد الوالدين. فعلى سبيل المثال هناك مقابض حديدية يمكن تثبيتها بجانب السرير لتمكين صاحب الإعاقة من أن يسهل حركته عند التنقل من وإلى السرير.
- تعلم حسن الاستماع: يحتاج المرء في بعض الأحيان لمن يستمع له وليس لمن يتصرف نيابة عنه. فعلى سبيل المثال لو كانت لدى أحد والديك شكوى بخصوص خدمة معينة، كالممرضة التي تأتي يوميا لتقديم العلاج المناسب ولكنها تتسبب بإيلامه عند إعطائه الحقنة المطلوبة. من الشائع في مثل هذا الموقف أن تبدأ بالتفكير بتغيير الممرضة وربما تسارع بالاتصال مع المستشفى لطلب تغييرها.
هذا التصرف وإن كان منطقيا بالنسبة لك، فإنه قد لا يكون كذلك بالنسبة للمريض الذي أراد فقط إجراء نوع من الفضفضة وربما يريد من يشجعه على أن يقوم بإخبارها عن شكوته لعلها تحسن من أدائها. لكن عندما تقوم بالمسارعة بالاتصال فهذا وإن كان يدل على اهتمامك، فإنه يمكن أن يدل على مسؤوليتك الكاملة عنه وأنه غير قادر على اتخاذ قراراته مهما كانت بسيطة وهذا يؤدي للمزيد من الألم وتجنب الفضفضة مستقبلا.
- التعامل مع فقدان أو نقص الذاكرة: من أكثر الأعراض شيوعا عند التقدم بالسن حدوث خلل بالذاكرة. وحتى في سن الشباب يمكن أن يصاب المرء بخلل في ذاكرته لعدة أسباب منها التعرض لصدمة أو كرد فعل لدواء معين. علما بأن كيفية التعامل مع حدوث هذا الأمر يشكل فارقا كبيرا ومهما.
من ضمن الطرق التي يمكنك أن تتعامل بها مع ضعف ذاكرة أحد والديك أو كليهما أن تقوم بمنحهم دفتر ملاحظات لتدوين أهم النشاطات التي عليهم إنجازها. كما يمكنك من تخزين أرقام الهواتف التي يحتاجانها بشكل لا يتطلب منهما سوى ضغط زر واحد بدلا من تذكر الرقم بأكمله.
ومن أهم الأمور التي عليك التعامل معها هي قيام أحد الوالدين بتكرار طلباته أكثر من مرة، ينبغي عليك في هذه الحالة أن تستمع بصبر وبدون تذمر وفي الوقت نفسه يجب أن تتأكد بأن سبب هذا الخلل في الذاكرة لا يرجع للأعراض الجانبية لأحد الأدوية التي يتناولها. ويمكنك التأكد من هذا عن طريق الطبيب المعالج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق