الأربعاء، 23 يناير 2013

المولد النبوي .. الشوق لأشرف وأطهر الخلق

المولد النبوي .. الشوق لأشرف وأطهر الخلق



يحرص الأردنيون في كل عام على الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ويتميز الاحتفال بهذه المناسبة بطقوس اجتماعية خاصة تعبر عن الفرحة الكبيرة بمولد النبي الكريم، والاردنيون كما جميع المسلمين في العالم يحرصون على اظهار ابهى صور الفرح بهذه المناسبة العزيزة على قلوبهم، فعلى الصعيد الرسمي اعتبر اليوم الذي تحل فيه هذه الذكرى العطرة يوم عطلة رسمية في الاردن، كما تتم اقامة احتفال كبير بهذه المناسبة تحت الرعاية الملكية السامية، اما المواطنون فيعتبرون هذا اليوم فرصة كبيرة لاستذكار السيرة الشريفة واستلهام ابلغ الدروس والعبر من مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم، اما مظاهر الفرح فتبدو واضحة على منازل الاردنيين حيث يتم تزيين المنازل بالاهلّة، كما جرت العادة على توزيع انواع الحلوى مثل (المطبق) و(المشبك) وهو من اكثر الحلويات التي تقبل النساء على صناعتها في البيوت لكونها سهلة التحضير ولا تحتاج الى عناء كبير وخبرات خاصة، وفي العادة بعد ان تقوم سيدة المنزل باعداد (المطبق) وتقوم بتقسيمه الى قطع متوسطة الحجم ثم تبدأ بتوزيعه على الجيران، وهذه المهمة يقوم بها دائما الاطفال وهم يكادون يطيرون من الفرح، فهذه الطقوس الجميلة تملأ قلوبهم الصغيرة بالبهجة والفرح.


ذكرى عطرة
ايمن عبد العزيز مشرف تربية اسلامية قال: إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي فرصة كبيرة لاستذكار السيرة النبوية العطرة، حيث إن هناك الكثير من الامور التي يجب ان نتعلمها من خلال تتبع حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا من الواجب على كل مسلم قراءة السيرة النبوية بتمعن، لأن فيها الكثير من الدروس والعبر، وهي تحفل ايضا بابلغ المعاني التي تحض على مكارم الاخلاق من خلال ممارسات عملية طبقها الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، فكانت حياته مشعل نور اضاء للامة طريقها حتى اخر الزمان، وغني عن العلم ان المعاناة الني تحملها الرسول الكريم على طريق الدعوة إلى الله كانت ابلغ نموذج على الصبر الذي يجب ان نغلف به حياتنا، فأي الم او معاناة نواجهها اليوم لا يمكن قياسها بالمعاناة التي واجهها المصطفى صلى الله عليه وسلم.


مناسبة غالية
اما حلوى المشبك اللذيذة والتي ترتبط ايضا باجواء الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة فقليل من النساء من يقمن باعدادها لأن صناعتها تحتاج لمهارة من نوع خاص، لذا من المعتاد ان يقوم رب الاسرة بشرائها من محلات الحلويات التي تتبارى في صناعتها بأشكال متعددة مع الحفاظ على نكهة الطعم الأصلي الذي لا يقاوم، وحلوى (المشبك) بقوالبها المستديرة من الحلويات الشعبية التي يقبل على تناولها الكبار قبل الصغار. والاردنيون بما عرف عنهم من كرم الضيافة وطيب المعشر يستغلون هذه المناسبة الدينية العزيزة لزيارة ارحامهم والتواصل مع جيرانهم، لذا من المعتاد ان تكون المضافات مفتوحة في هذا اليوم الذي يكثر فيه التزاور، وبطبيعة الحال تكون حلوى المطبق والمشبك هي الحلويات الرئيسة التي يتم تقديمها للزوار في هذه المناسبة، اما الحديث الابرز الذي يتداوله الناس في ذكرى المولد النبوي فيدور كله حول استذكار سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما انهم يجدون في الاحتفاء بهذه المناسبة فرصة عظيمة لاستلهام سيرته وأهميتها في حياة الأمة والبشرية بشكل عام حيث كانت حياته صلى الله عليه وسلم حافلة بالدروس والعبر وكانت سنته النبوية الشريفة مشعل نور اضاء للبشرية طريقها على مر العصور.


ذكريات
حسني جوابرة معلم في القطاع العام قال: إنه يحرص كل الحرص على الاحتفاء سنويا بمناسبة المولد النبوي،كما يحرص على تذكير ابنائه واحفاده بهذه المناسبات الدينية، كي يبقي على الصلة بين الجيل الجديد المهووس بالتكنولوجيا وبين المناسبات الدينية الكبيرة التي تذكرنا بزمن الاخلاق الحميدة، ويضيف جوابرة انه اعتاد الجلوس مع اولاده واستعراض السيرة النبوية العطرة معهم، حتى يبين لهم القدر الكبير من المعاناة الذي واجهه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في سبيل تبليغ دعوته للاسلام، ويقول جوابرة: ان تدريس السيرة النبوية للاطفال يزرع في قلوبهم محبة الرسول ويقوي لديهم الوازع الديني، كما ان معرفتهم بالصعوبات التي واجهها النبي وتغلب عليها، تجعلهم يقتدون بالرسول صلى الله عليه وسلم وهذا يجعلهم اقوى ارادة واصلب عودا.


بهجة وفرحة وحلوى
محمد سمارة موظف في القطاع الخاص، قال: إن الاحتفال بذكرى المولد النبوي يجب ان يكون بالامتثال لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث إن هذا ابلغ تعبير عن حب الرسول، اما بالنسبة لمظاهر البهجة والفرحة فقال سمارة انها تأتي كتعبير عن حالة الحب الكبيرة التي يكنها المسلمون للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا امر محبب يجعل الاطفال يبادرون بتوجيه الاسئلة عن السيرة النبوية، وايضا يزرع في نفوسهم حب الاستزادة؛ ما يجعلهم ينكبون على كتب السيرة النبوية لينهلوا منها ابلغ الدروس والعبر، ويضيف سمارة انه يحرص دائما على جلب الحلويات الى المنزل في هذا اليوم المميز وخصوصا حلوى ( المطبق ) و ( المشبك ) وهذا من اجل ان يشعر اطفاله بأن هذا اليوم مختلف عن غيره لأن هذا يزرع بهم حب الاستطلاع ويجعلهم يدرسون السيرة النبوية العطرة باهتمام بالغ، ويستذكر سمارة طفولته حيث كانت والدته تحرص على صناعة المطبق في هذا اليوم وتقوم بتقسيمه ثم تجعله يقوم بتوزيعه على الجيران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق